عن المعرض

"وفاء لشهيد المعرفة والنضال أمجد عبدالرحمن"

يأتي معرض الكتاب الالكتروني الأول: اليمن والثورة. بمثابة تكريم لأحد شباب ثورة فبراير الذين قدموا حياتهم في سبيل لفت الانتباه إلى أهمية اقتران النضال بالوعي. وهو الشاب أمجد عبدالرحمن الذي دفع حياته ثمنا للجهود التي كان بدأها في هذا الصدد.

عندما قتل أمجد عبدالرحمن منتصف مايو الماضي على يد ما يقال أنها جماعة متطرفة في مدينة عدن يتزعمها شخص يدعى أمام النوبي الذي هو بالمناسبة قائد لمعسكر عشرين التابع لقوات الحزام الأمني وهي قوات أنشأتها دولة الإمارات، فإن كثير من الحقائق كانت قد تكشفت سريعا ليس فقط حول الجهة التي قامت باغتياله (هذه الحقائق سنحاول إيضاحها في وقت لاحق) ولكن أيضا حول دوافع القتلة. فقد كان هذا الشاب الذي لم يتجاوز عمره الثالثة والعشرين لحظة مقتله، واحدا من أوائل من استشعروا مأزقنا الراهن، وقد حاول مع أصدقائه بطرق شتى تكريس أنفسهم من أجل التغلب على هذا المأزق وتجاوزه.

مأزقنا الراهن، كما نفهمه اليوم، وكما عبر عنه أمجد ونشاطه، هو حاجة النضال الى الوعي. ما دفعه للمبادرة مع اصدقائه ومحاولة تنظيم معرضين للكتاب بجهود ذاتية، وذلك خلال النصف الأول من العام 2016. أي خلال تلك الفترة التي أعقبت تحرر مدينة عدن من مليشيات الحوثي وصالح، عندما ظهر وكأنها قد سقطت من جديد في يد جماعات متطرفة، أصبحت تبسط سلطتها وتهيمن على المجتمع وتفرض بأكثر من طريقة ثقافتها الدخيلة على مدينة عرفت بانفتاحها الإنساني واحتضانها للقيم الجديدة. ولعل أبرز طرقها هذه، كانت قد تمثلت في هدم الأضرحة والمعالم التاريخية في عدن بل وحتى المساجد التابعة للصوفيين (تعد الصوفية الطائفة الدينية الوحيدة الأصيلة في عدن) ثم محاربة أي نشاط ثقافي أو معرفي يبرز.

سعت معارض الكتاب التي نظمها أمجد وأصدقائه، وأيضا مجمل الفعاليات التي نظموها عبر ناديهم الثقافي (نادي الناصية) إلى لفت انتباه الجيل الجديد، نحو أهمية مقاومة واقع سوداوي آخذ يتشكل برعب بإشاعة روح النضال المعرفي الدؤوب والانتصار للقيم الجديدة . فلا توجد طريقة أخرى لمقاومة كل المحاولات التي تريد العودة بالتاريخ إلى الوراء وسلب عدن جزء من هويتها الأصيلة.

لم يتوقف نشاطهم هذا وادراكهم بأهمية ما يقومون به، حتى بعد أن سقط عمر باطويل وهو شاب كان قد آخذ يمثل رمزية للنزوع الجديد نحو المعرفة والوعي وهو النزوع الذي كان قد آخذ يتبلور بين شباب عدن. كما لم يثنيهم عن المواصلة محاولة اغتيال شاب آخر يدعى محمد علي برصاصات كاتمة للصوت. لكن جريمة قتل أمجد كانت قد هزت وجدان كل من عرف تفاصيل الجريمة وما الذي تعنيه بالنظر إلى ما كان يمثله أمجد.

من بين الأشياء التي لفتت انتباهنا في شخصية أمجد أنه كان حريصا على نشر المعرفة بين الناس. يبدو أنه كان حائرا مثلنا, ولم يجد من طريقة لمواجهة القتامة ومشاريع التخلف التي تحاول أن تسود وتهيمن على المجال العام سوى تلك المتعلقة بالبدء من أبعد نقطة ممكنة. وهذه النقطة هي دعوة الناس للقراءة وتوفير الكتب لهم. لقد عرفت من والد أمجد مؤخرا أيضا أنه لم يكن حريصا فقط على تنظيم معارض للكتاب مع اصدقائة وتوفيرها بمبالغ رمزية, بل أيضا تصويرها وتحميلها في أقراص ثم توزيعها على كل من قد يرغب بالقراءة. كما يفعل شباب صفحة "أرشيف اليمن" لكن بوعي نضالي.

أمام حماسة الاحتفاء بسبتمبر, لو أن أمجد كان حيا, لابد أنه كان سيفكر بكيفية اكساب هذا الحماس الوعي الضروري ليغدو مفيدا.

لهذا كان علينا التفكير بعقلية شاب من جيلنا, لكنه يفوقنا من حيث استشعاره بحجم بمأزقنا الماثل, بل استشعاره بحدود معركتنا الواسعة والتي تمثل مسألة الانتصار على الوعي الزائف أحد ملامحها المهمة. على الأقل من خلال تكريس عادة القراءة, وجر هذا الحماس إلى داخل دائرة المعركة بدلا من بقائه على الأطراف. أسيرا للغنائية والحماس الطارئ.

ومن هذا المنطلق وجدت فكرة تنظيم معرض مفتوح للكتاب الالكتروني, وذلك من خلال تجميع أهم الكتب التي تمحورت حول ثورتي سبتمبر وأكتوبر, وتوزيعها بأكثر من طريقة على كل من قد يرغب بالحصول عليها.

منظمو المعرض

الوعي الديمقراطي

صفحة على موقع فيس بوك تهتم بالشأن العام اليمني منطلقة من وعي ديمقراطي ومواطني حديث ينشد قيمتي الحريّة والعدالة لكل اليمنيين. هذه الصفحة تمثّل مشروعًا صغيرًا هدفه الأساسي تمكين المواطن اليمني من النظر السليم لمشاكله اليومية والتاريخية. تنبع أهمية هذا الهدف من البيئة السياسية والثقافية التي يعيش فيها المواطن اليمني اليوم: حيث انحدرت الثقافة السياسية إلى مستوى مبتذل أخلاقيًا وعلميًا، وأضحت الشعوذة والخرافة والكذب وانعدام الأمانة العلمية من علامات الوسط الثقافي والسياسي.

أرشيف اليمن

مشروع ثقافي غير ربحي تأسس في فبراير 2017 يعمل على جمع وأرشفة أكبر مكتبة للكتاب اليمنيين واﻷعمال المتعلقة باليمن على اﻹنترنت، وخلق فرص نشر بديلة وحديثة للكتاب اليمنيين الشباب لنشر أعمالهم وإيصالها الى جمهور أكبر من القراء.

نقابة الموالعة اليمنيين

تجمع افتراضي لصوت سياسي وثقافي جديد من منطلق شعبي لكنه ايضا واعي ومنحاز لثورة فبراير وكفاحية الشعب اليمني وحقه في الخلاص. للنقابة أكثر من طريقة وأسلوب للتعبير عن نفسها. لكنها بالمجمل ردة فعل مشروعة وساخرة اتجاه سقوط كل المشاريع السياسية والثقافية.